ويكي_مصدر
arwikisource
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A9
MediaWiki 1.39.0-wmf.25
first-letter
ميديا
خاص
نقاش
مستخدم
نقاش المستخدم
ويكي مصدر
نقاش ويكي مصدر
ملف
نقاش الملف
ميدياويكي
نقاش ميدياويكي
قالب
نقاش القالب
مساعدة
نقاش المساعدة
تصنيف
نقاش التصنيف
بوابة
نقاش البوابة
مؤلف
نقاش المؤلف
صفحة
نقاش الصفحة
فهرس
نقاش الفهرس
TimedText
TimedText talk
وحدة
نقاش الوحدة
إضافة
نقاش الإضافة
تعريف الإضافة
نقاش تعريف الإضافة
ويكي مصدر:تحويل
4
29705
405181
405161
2022-08-17T14:20:03Z
Lanhiaze
7710
استرجاع إلى آخر تعديل من قبل [[خاص:مساهمات/حسن|حسن]]
wikitext
text/x-wiki
انظر [[w:ويكيبيديا:تحويل|ويكيبيديا:تحويل]]
[[تصنيف:مساعدة في ويكيبيديا|{{اسم_الصفحة}}]]
1fgnlidjanlitoyqmg1o2q0n8ni3080
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/82
104
224450
405182
2022-08-17T21:06:25Z
باسم
15966
/* لم تصحح */ جديدة 'بسلاحهم ولكنه لم يسمح لعبدالله باشا بأكثر من تأمينه على حياته، وعند منتصف الليل خرج عبدالله باشا من سراديب برج الخزنة يرافقه كتخداه خورشيد بك ويتقدمها اللواء المصري سليم بك الذي كان قد أوفد خصيصاً لهذه الغاية. فاستقبله السرعسكر بما لاق بمقامه الوزيري وطلب إليه أن...'
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="1" user="باسم" />{{ترقيم|٧٦|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>بسلاحهم ولكنه لم يسمح لعبدالله باشا بأكثر من تأمينه على حياته، وعند منتصف الليل خرج عبدالله باشا من سراديب برج الخزنة يرافقه كتخداه خورشيد بك ويتقدمها اللواء المصري سليم بك الذي كان قد أوفد خصيصاً لهذه الغاية. فاستقبله السرعسكر بما لاق بمقامه الوزيري وطلب إليه أن يقدم حساب خزنته وأن يسلم أمواله. فاعتذر مؤكداً أن صندوقه أضحى فارغاً بعد حصار طويل كثرت فيه مطالب الجند ولاسيما وأن كلاً منهم كان يتقاضى سبع مئة وخمسين غرشاً في الشهر. وكان قنصل النمسة لويس كتفاكر قد توقع هذا الجواب في حديث بينه وبين السرعسكر فأحضره السرعسكر وقدمه إلى عبدالله باشا قائلاً أترى كيف نجحت في الاعتماد عليه والركون إليه! وانتهت المقابلة في نصف ساعة وخرج عبدالله وكتخداه فامتطيا خيلهما وتوجها إلى قصر البهجة حيث بقيا تلك الليلة<ref>کادالغان وبارو ص ۱۲۸-١٣٦</ref>. وفي الغد أمر السرعسكر بنقل عبدالله باشا إلى الإسكندرية ليمثل بين يدي العزيز وأمر كلاً من اللواء سليم بك وكاتب الديوان وأربعه أنفار أن يرافقوه إلى مصر. وطلب إلى خورشيد بك كتخدا عبدالله باشا أن يبقى في عكة ليشرف على أحوال حرم الباشا وأتباعه، ولكن الخوف استولى على عبد الله وتبع كتخداه باكياً وقال إما أن يقطع إبراهيم باشا راسي أو أن يسمح الخورشيد بك بالسفر معي وبات يتضرع ويبكي حتى أمر السرعسكر بتوجه الاثنين معاً<ref>إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا ٢٨ ذي الحجة سنة ١٣٤٧ (٣٠ أيار سنة ١٨٣٢): المحفوظات ج۱ ص ٣١٣ - ٣١٤</ref>. فقاما إلى الإسكندرية على ظهر سفينة حربية. وودع عبدالله حصناً كان قد نشأ فيه ثم مـا فتئ أن تسلمه فبالغ في الانفاق عليه والتفاخر به ومن ثم تركه قاعاً صفصفاً يعلوه الدخان وتنبعث من جوانبه روائع الجثث المنتنة.
وعلى الرغم من الأوامر المشددة بتحريم النهب والسلب فإن الجنود الفاتحين قضوا ليلتهم يفعلون. وفي اليوم التالي أعيد النظام وأعاد بعض الجند بعض ما سلبوا. وعاد قنصل النمسة إلى عكة بثوبه القنصلي الفضفاض وقبعته المثلثة الزوايا يستغل خراب بلدة طالما استغل إثراءها من قبل. ووضعت السلطات المصرية يدها على مخازن الحامية فوجدت فيها كميات كبيرة من البارود والقنابر والقمح والذرة والأرز والعدس تكفي حاميتها مؤونة سنتين كاملتين<ref>کادالغان وبارو ص ۱۳۷-۱۳۸</ref>. وخسر المصريون أربعة ألاف ما بين قتيل وجريح. ووقع منهم في أثناء الهجوم الأخير خمس مئة واثنا عشر قتيلاً وألف وأربع مئة وتسعة وعشرون جريحاً. وتوفي في أثناء الحصار<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
sx7o5ix391bborc5mcrpzhf8w3xogbx
405183
405182
2022-08-17T21:06:33Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|٧٦|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>بسلاحهم ولكنه لم يسمح لعبدالله باشا بأكثر من تأمينه على حياته، وعند منتصف الليل خرج عبدالله باشا من سراديب برج الخزنة يرافقه كتخداه خورشيد بك ويتقدمها اللواء المصري سليم بك الذي كان قد أوفد خصيصاً لهذه الغاية. فاستقبله السرعسكر بما لاق بمقامه الوزيري وطلب إليه أن يقدم حساب خزنته وأن يسلم أمواله. فاعتذر مؤكداً أن صندوقه أضحى فارغاً بعد حصار طويل كثرت فيه مطالب الجند ولاسيما وأن كلاً منهم كان يتقاضى سبع مئة وخمسين غرشاً في الشهر. وكان قنصل النمسة لويس كتفاكر قد توقع هذا الجواب في حديث بينه وبين السرعسكر فأحضره السرعسكر وقدمه إلى عبدالله باشا قائلاً أترى كيف نجحت في الاعتماد عليه والركون إليه! وانتهت المقابلة في نصف ساعة وخرج عبدالله وكتخداه فامتطيا خيلهما وتوجها إلى قصر البهجة حيث بقيا تلك الليلة<ref>کادالغان وبارو ص ۱۲۸-١٣٦</ref>. وفي الغد أمر السرعسكر بنقل عبدالله باشا إلى الإسكندرية ليمثل بين يدي العزيز وأمر كلاً من اللواء سليم بك وكاتب الديوان وأربعه أنفار أن يرافقوه إلى مصر. وطلب إلى خورشيد بك كتخدا عبدالله باشا أن يبقى في عكة ليشرف على أحوال حرم الباشا وأتباعه، ولكن الخوف استولى على عبد الله وتبع كتخداه باكياً وقال إما أن يقطع إبراهيم باشا راسي أو أن يسمح الخورشيد بك بالسفر معي وبات يتضرع ويبكي حتى أمر السرعسكر بتوجه الاثنين معاً<ref>إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا ٢٨ ذي الحجة سنة ١٣٤٧ (٣٠ أيار سنة ١٨٣٢): المحفوظات ج۱ ص ٣١٣ - ٣١٤</ref>. فقاما إلى الإسكندرية على ظهر سفينة حربية. وودع عبدالله حصناً كان قد نشأ فيه ثم مـا فتئ أن تسلمه فبالغ في الانفاق عليه والتفاخر به ومن ثم تركه قاعاً صفصفاً يعلوه الدخان وتنبعث من جوانبه روائع الجثث المنتنة.
وعلى الرغم من الأوامر المشددة بتحريم النهب والسلب فإن الجنود الفاتحين قضوا ليلتهم يفعلون. وفي اليوم التالي أعيد النظام وأعاد بعض الجند بعض ما سلبوا. وعاد قنصل النمسة إلى عكة بثوبه القنصلي الفضفاض وقبعته المثلثة الزوايا يستغل خراب بلدة طالما استغل إثراءها من قبل. ووضعت السلطات المصرية يدها على مخازن الحامية فوجدت فيها كميات كبيرة من البارود والقنابر والقمح والذرة والأرز والعدس تكفي حاميتها مؤونة سنتين كاملتين<ref>کادالغان وبارو ص ۱۳۷-۱۳۸</ref>. وخسر المصريون أربعة ألاف ما بين قتيل وجريح. ووقع منهم في أثناء الهجوم الأخير خمس مئة واثنا عشر قتيلاً وألف وأربع مئة وتسعة وعشرون جريحاً. وتوفي في أثناء الحصار<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
ku4b89yzi50fg2ohxu34qyy8alcb0k4
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/83
104
224451
405184
2022-08-17T21:22:26Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل الرابع: العزيز والسلطان|٧٧}}{{سطر}}</noinclude>من جراء الأمراض المتنوعة ألفا رجل. أما خسارة عبدالله باشا فإنها لم تتجاوز الألف<ref>المؤلف نفسه ص ۱۳۸-۱۳۹ اطلب أيضاً التاريخ الحربي لمصر محمد علي الكبير للقائممقام عبد الرحمن زكي ٤٠٥-٤٠٦ والأرقام المدروجة تشير إلى الخسارة في الهجوم الأخير فقط.</ref>.
'''٣ - فنح دمشق:''' وكان من جراء هذا الانتصار أن زادت ثقة الجنود بالقادة وتضاعفت شجاعتهم وانعقدت ألسنة المعارضة في طول البلاد وعرضها. ورأى العزيز أن لا ينفك عن طمأنة الباب العالي فكتب إلى وكيله في الآستانة محمد نجيب أفندي في الثاني من شهر محرم أي بعد سقوط عكة بيومين فقط يؤكد ولاءه وإخلاصه للذات الشاهانية ولكنه نظراً لما كان ينشره عبدالله باشا من الأقاويل بين الناس من إنه مكلف بالتسلط على مصر ونظراً لقرب بر الشام من مصر ووجوب المحافظة على وادي النيل فإنه التمس إلحاق بر الشام بمصر<ref>المحفوظات ج۲ ص ۳</ref>. وكتب بعد هذا بثلاثة أيام إلى الخواجه بريكس يطلب إليه أن يخبر «الجهات المختصة» أي الحكومة البريطانية أنه لا يزال عند وعده وأنه كرر الطلب بتوجيه إيالة الشام إلى عهدته وأنه في حال عدم القبول يكون قد استولى عليها. ثم يطلب إليه أن يعرض هذه المسالة على الوزراء ويسألهم إذا كانت ترافق سياستهم أم لا<ref>المصدر نفسه ج۲ ص ۷</ref>. وكتب في الوقت نفسه إلى ابنه إبراهيم أنه لا يوافق على اللقب «سرعسكر بلاد العرب» الذي اتخذه لنفسه ويوجب الاكتفاء بالاسم إبراهيم كما اكتفى هو بالاسم محمد علي وأضاف قائلاً أن هذه الألقاب جوفاء لا تليق بإبراهيم وأن استعمالها يدل على الضعف لا على القوة<ref>المصدر نفسه أيضاً ج۲ ص ۹-۱۰</ref>.
ويعود العزيز إلى الحرب فيوجب استغلال النصر ومتابعة الزحف حتى حلب أو التربص ثلاثة أشهر بعد الاستيلاء على دمشق حتى ينقد قوت الأتراك ولكنه يرى في الوقت نفسه أن لا بد من الاتصال بالشهابي الكبير أمير لبنان والتداول معه «إذ لا يوجد أحد سواه يصلح للاستشارة»<ref>المحفوظات أيضاً ج۲ ص ٥ و۱۲ و۱۸</ref>. فاتصل إبراهيم بالشهابي الكبير ودرس الموقف معه فاستصوب هذا الهجوم على دمشق أولاً «لأنه يوصل الحكومة المصرية إلى مقصودها وينيلها مرامها»<ref>المصدر نفسه ج۲ ص ١٤-١٥</ref>. فتبنى العزيز أمر الزحف على دمشق «لتطهيرها» وأهدى سلامه إلى الشهابي الكبير<ref>المصدر نفسه أيضاً ج ۲ ص ۱٥-١٦</ref>.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
hg6rzda7l1rpu8m5bprvetatcn5ugjx
405185
405184
2022-08-17T21:22:43Z
باسم
15966
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل الرابع: العزيز والسلطان|٧٧}}{{سطر}}</noinclude>من جراء الأمراض المتنوعة ألفا رجل. أما خسارة عبدالله باشا فإنها لم تتجاوز الألف<ref>المؤلف نفسه ص ۱۳۸-۱۳۹ اطلب أيضاً التاريخ الحربي لمصر محمد علي الكبير للقائممقام عبد الرحمن زكي ٤٠٥-٤٠٦ والأرقام المدروجة تشير إلى الخسارة في الهجوم الأخير فقط.</ref>.
'''٣ - فتح دمشق:''' وكان من جراء هذا الانتصار أن زادت ثقة الجنود بالقادة وتضاعفت شجاعتهم وانعقدت ألسنة المعارضة في طول البلاد وعرضها. ورأى العزيز أن لا ينفك عن طمأنة الباب العالي فكتب إلى وكيله في الآستانة محمد نجيب أفندي في الثاني من شهر محرم أي بعد سقوط عكة بيومين فقط يؤكد ولاءه وإخلاصه للذات الشاهانية ولكنه نظراً لما كان ينشره عبدالله باشا من الأقاويل بين الناس من إنه مكلف بالتسلط على مصر ونظراً لقرب بر الشام من مصر ووجوب المحافظة على وادي النيل فإنه التمس إلحاق بر الشام بمصر<ref>المحفوظات ج۲ ص ۳</ref>. وكتب بعد هذا بثلاثة أيام إلى الخواجه بريكس يطلب إليه أن يخبر «الجهات المختصة» أي الحكومة البريطانية أنه لا يزال عند وعده وأنه كرر الطلب بتوجيه إيالة الشام إلى عهدته وأنه في حال عدم القبول يكون قد استولى عليها. ثم يطلب إليه أن يعرض هذه المسالة على الوزراء ويسألهم إذا كانت ترافق سياستهم أم لا<ref>المصدر نفسه ج۲ ص ۷</ref>. وكتب في الوقت نفسه إلى ابنه إبراهيم أنه لا يوافق على اللقب «سرعسكر بلاد العرب» الذي اتخذه لنفسه ويوجب الاكتفاء بالاسم إبراهيم كما اكتفى هو بالاسم محمد علي وأضاف قائلاً أن هذه الألقاب جوفاء لا تليق بإبراهيم وأن استعمالها يدل على الضعف لا على القوة<ref>المصدر نفسه أيضاً ج۲ ص ۹-۱۰</ref>.
ويعود العزيز إلى الحرب فيوجب استغلال النصر ومتابعة الزحف حتى حلب أو التربص ثلاثة أشهر بعد الاستيلاء على دمشق حتى ينقد قوت الأتراك ولكنه يرى في الوقت نفسه أن لا بد من الاتصال بالشهابي الكبير أمير لبنان والتداول معه «إذ لا يوجد أحد سواه يصلح للاستشارة»<ref>المحفوظات أيضاً ج۲ ص ٥ و۱۲ و۱۸</ref>. فاتصل إبراهيم بالشهابي الكبير ودرس الموقف معه فاستصوب هذا الهجوم على دمشق أولاً «لأنه يوصل الحكومة المصرية إلى مقصودها وينيلها مرامها»<ref>المصدر نفسه ج۲ ص ١٤-١٥</ref>. فتبنى العزيز أمر الزحف على دمشق «لتطهيرها» وأهدى سلامه إلى الشهابي الكبير<ref>المصدر نفسه أيضاً ج ۲ ص ۱٥-١٦</ref>.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
ke212ijbqb1widpiece0ar69tsnlrra
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/84
104
224452
405186
2022-08-17T21:35:17Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|٧٨|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>وأمر ابنه أن يكتب إلى والي دمشق علوش باشا هكذا: يا أخي أنا أعلم مقدار الخدمات التي أديتها للدولة وأنها كافأتك بأصغر المناصب وبما أنك سوف لا تتمكن من إجراء أي شيء فإنها ستعاقبك كما هو معلوم عنها بالاختبار. فتعال يا أخي ويا مواطني لنتآخى ونتحد معاً لإخراج ملتنا من هذه المذلة<ref>محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا ٤ محرم سنة ١٢٦٨ (حزیران ۱۸۳۲): المحفوظات ج۲ ص ٥</ref>.
وكان العزيز منذ بدء الحصار على عكة قد أمر بمفاوضة أعيان دمشق واجتذابهم إلى جانبه. فكتب إبراهيم إليهم وكتبوا هم إليـه ووعدوه ولكنهم لم يبروا. وكان الشهابي الكبير يحذره منهم فلا يراهم جديرين بالثقة ولا يستثني أحداً منهم سوى علي آغـا خزينه كاتبي ورشيد آغا الشوملي<ref>إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا ١٦ رجب سنة ١٣٦٧ (١٨٣١): المحفوظات ج۱ ص ١٥٣ ومن هؤلاء المشار إليهم في الوثائق الملكية محمد جوربجي أغا ومحمد أغا كيلار أميني وشمدين آغا وحمود آغا حاجي بکرزاده ومصطفى آغا الأورفلي ومحمد آغا أجل يقين.</ref>.
والواقع أن آغاوات دمشق كانوا قبيل الزحف على عكة قد حرقوا أحد ولاتهم محمد سليم باشا الصدر الأسبق. فأمسوا والحالة هـذه ينتظرون عقاباً صارماً من الدولة وراحوا يلتمسون المساعدة من عبدالله باشا والي عكة راجين العفو وغص النظر. وما أن ظهرت طلائع الجيش المصري في أقصى فلسطين حتى تعهـدوا لحكومة الآستانة «ببذل الروح في سبيل المدافعة عن حقوق السلطان في حال وقوع التعدي من قبل والي مصر»<ref>علي نجيب أفندي إلى عبدالله باشا ۱۰ رجب سنة ١٢٩٧ (۱۸۳۱): المحفوظات ج١ ص ١٤٦</ref>. ورأوا من الحكمة أن يعرضوا لخدماتهم على الجانب المصري أيضاً كي يمسكوا بالحبل من الطرفين. فقالوا إننا من أخلص عبيد أفندينا إبراهيم باشا ولا شبهة في أننا معه قلباً وقالباً في الباطن رغم تصريحنا في الظاهر أننا سنقبل الوالي التركي الجديد، ولكننا نرى في أن لا يتحرك الجيش المصري إلى طرفنا قبل الانتهاء من مصلحة عكة. لأنه إذا أقدم أفندينا الهمام إلى طرفنا قبل فتح عكة وصادف أن قدمت الجيوش الجرارة من الآستانة فلا شك في أن دولة أفندينا يرجع مصر ونصبح نحن بلا نصير فتصب السلطات التركية غضبها علينا باعتبار أننا أصبحنا مجرمين في نظرهم مرتين»<ref>إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا ١٦ رجب سنة ١٢٦٧ (۱۸۳۱): المحفوظات أيضاً ج ١ ص ۱٥۱-۱٥۲</ref>. ولكن أحدهم على الأقل لا بل أكبرهم وأوجههم محمد جوربجي آغـا (الداراني) الذي أكد ولاءه للسلطات المصرية في بدء عمليات الحصار<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
ittyj1vhyvd1cauv8xx2897nsu530kx
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/85
104
224453
405187
2022-08-17T21:49:59Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل الرابع: العزيز والسلطان|٧٩}}{{سطر}}</noinclude>كتب في الآونة نفسها إلى عبدالله باشا والي عكة يزوده بالأخبار ويؤكد مُقسما بتربة الرسول الأعظم «أنه باقٍ بالخدمة يخدم بماله وأولاده وعياله وروحه إلى أن يفرجها المولى». فضُبط كتابه هذا في يد نابلسي في مياه عكة وعُرض على إبراهيم باشا<ref>يوحنا بحري إلى الباشمعاون ۲۷ جمادى الآخرة سنة ١٢٩٧ (۱۸۳۱): المحفوظات ج ١، ص ۱۳۲ و۱٥٤-۱٥٦</ref>. ومن هنا في الأرجح اشمئزاز إبراهيم باشا من أعيان دمشق وقلة ثقته فيهم وقوله لوالده أنهم لم يدخلوا في طاعته إلا بعد أن توغلت قواته في بلدتهم<ref>إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا ٩ ربيع الآخر سنة ١٢٦٨ (أيلول سنة ١٨٣٢): المحفوظات ج۲ ص ۹٥</ref>.
وفي التاسع من حزيران سنة ١٨٣٢ قام الفاتح المصري على رأس قوة تألفت من تسعة آلاف نظامي وثلاثة آلاف فارس بدوي من عكة إلى الرامة فبات فيها ثم انتقل منها إلى جسر بنات يعقوب عبر الأردن فقرية القنيطرة فخان سعسع. وقام الشهابي الكبير ببضعة آلاف لبناني إلى وادي الحريد فوادي القرن فقرية داريا خارج دمشق ومعه ولده الأمير خليل والأميران الأرسلانيان أمين ومحمد<ref>کادالفان وبارو ص ١٤٩-١٥٠ وأخبار الأعيان لطنوس الشدياق ص ٥٧٤</ref>. فأصبح الجيش الزاحف والحالة هذه مقسماً هكذا: قلبه في بعلبك بقيادة عباس باشا وميسرته في طرابلس تحت إمرة حسن بك المناستولي وميمنته في مداخل دمشق وعلى رأسها القائد الفاتح وحليفه اللبناني الكبير<ref>کادالغان وبانو ص ١٤٧</ref>.
فقام علوش باشا والي دمشق يجري اتصالاته بأعيـان البلدة وآغاواتها ويوجب مقاومة المصريين واللبنانيين «ولو ساعة واحدة». ودعا محمد جوربجي آغا بعض الأعيان إليه ونهى مخالفة الدولة وسلح أتباعه ونبه على الأهالي أن يتسلحوا ويستعدوا للكفاح فاحتـار هؤلاء في أمرهم ولكنهم انصاعوا إليه في النهاية وخرجوا لقتال المصريين واللبنانيين<ref>المعلم يوسف القرداحي إلى يوحنا بحري فالباشمعاون ۱۳ محرم سنة ١٢٤٨ (۱۸۳۲): المحفوظات ج۲ ص ۱۹</ref>. وما أن فعلوا وخرجوا إلى داريا بفرسانهم الثمان مئة وبضعة آلاف من المشاة حتى سلط القائـد المصري فرسان العرب وأورطة نظامية عليهم ففروا هاربين في ظرف ساعة من الزمن. وفي مساء تلك الليلة في الثالث عشر من حزيران سنة ١٨٣٢ فر علوش باشا والقاضي والمفتي والنقيب ومعظم آغاوات البلد إلى حمص بطريق النبك ودير عطية. وقام في صباح اليوم<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
47d5w25awntnved1btj3t6dooay0lh9
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/86
104
224454
405188
2022-08-17T22:04:10Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|٨٠|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>التالي أحمد بك ابن الكنج يوسف باشا وكيل العزيز في دمشق قام إلى داريا يخبر إبراهيم باشا بواقع الحال، فأوعز إبراهيم إلى صديقه الشهابي الكبير أن يقوم إلى الشام بجميع رجاله ففعل وتبعه إبراهيم على رأس ألاي الغارديا فحيته القلعة بالمدافع وبات الجميع تلك الليلة في المرجة خارج دمشق وفي سراي الحكومة داخلها. وفي صباح اليوم التالي نودي بأحمد بك هذا المشار إليه متسلماً على دمشق وبتشكيل مجلس «للمشورة» مؤلف من عشرين عضواً منهم المسلم والنصراني واليهودي فخرج علي آغا عرمان محافظ القلعة ومثل بين يدي الباشا وسلمه مفاتيح القلعة. وعند الظهر قام الباشا بشخصه وحده إلى [[W:ar:الجامع الأموي (دمشق)|الجامع الأموي]] لحضور صلاة الجمعة. فاحتار العلماء والأئمة باسم من يخطبون باسم السلطان أو باسم العزيز. فأجابهم الباشا إني لا أزال عبداً للسلطان فاخطبوا باسم السلطان وادعوا للعزيز<ref>مذكرات تاريخية بقلم معاصر حكومي نشرها الجوري قسطنطين الباشا ص ٤٨-٥٨ كذلك كادالغان وبارو ص ۱٥۲-۱٥٥</ref>.
وعرض القائد الفاتح جنوده وأجرى بعض المناورات العسكرية فخرجت دمشق بأسرها لحضور العرض. «وكان الوزير والأمير بشير واقفين قدام الخلق» فتقدم بعض الآغاوات الذين فروا مع علوش باشا و«تراموا» على الأمير اللبناني فتشفع بهم أمام القائد وقبلت شفاعته وعفي عنهم - المفتي والنقيب ومحمد آغا كيلار أمين ورشيد آغا الشوملي<ref>المرجع نفسه ص ٥۸-٥۹</ref>. ونفى القائد أولاد الزعماء الباقين الذين نكثوا بوعودهم وفروا مع الوالي وأبعد عن دمشق كل من خشي أمره<ref>محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا ٢٦ محرم سنة ١٢٤٨٨ (حزیران ۱۸۳۲): المحفوظات ج ۲ ص ۲۸ و۳۲ و٣۸</ref>.
وترك هذا الفتح اليسير أثراً بالغاً في نفس إبراهيم فإنه كتب إلى الديوان الخديوي يقول: «على المصريين ألا ييأسوا من دخول الجنة فالجنة نفسها قد دخلت تحت حكمنا<ref>۲۱ محرم سنة ۱٢٤٨ (حزيران ۱۸۳٢): المحفوظات ج۲ ص ۲٥</ref>. وأعلن نبأ دخوله إلى دمشق في مرسوم وجهه إلى أعيان حلب وأهاليها قال فيه: «ومن ثم أتينا الشام ذات الابتسام فلاقتنا بوجه عبوس وأرادت محاربة عساكرنا الشوس فلم يكن أقـل حتى دخلوا جميعاً تحت نير الإطاعة فدخلناها بسلام بعد التسليم وتلا سيفنا على نار فتنة هذه الأقطار {{قرآن|يَٰنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبْرَٰهِيمَ}}»<ref>غير مؤرخ الأصول العربية ج۲ ص ۱۱-۱۲</ref>. ولمس العزيز أثراً لهـذه<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
lwfzbg9zsg7o2jfzg64evt5zrgrszhp
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/87
104
224455
405189
2022-08-17T22:17:53Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل الرابع: العزيز والسلطان|٨١}}{{سطر}}</noinclude>الانتصارات في نفس كل من قنصل النمسة وقنصل إنكلترة اللذين أخذا يميلان إليه فينقلان أخبار عدوه إليه. لمس فابتهج<ref>محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا ۲۹ محرم سنة ١٣٦٨ (تموز ١٨٣٢): المحفوظات ج۳ ص ۳۳</ref>.
'''٤ - موقعة حمص:''' وكان السردار الأكرم قائد القوات العثمانية لا يزال في [[W:ar:قونية|قونية]] عندما تسلم نبأ سقوط عكة، وكانت طلائع جيشه مرابطة في [[W:ar:أضنة|أدنة]] بقيادة محمد باشا. فنقل إليه هذا خبر عكة واقترح أن يقوم سيده إلى أدنة حالاً وأن يتقدم هو بالطلائع إلى [[W:ar:أنطاكية (مدينة تاريخية)|أنطاكية]]. فوافق السردار وأمر القائد الفتى أن يقوم إلى حماة بعـد أنطاكية ويتحصن فيها، وبدلاً من أن يلتحق هو به بأقصر ما يمكن من الوقت فإنه تباطأ حسب عادته وآثر البقاء في أدنة خمسة عشر يوماً قام بعدها إلى الإسكندرونة. وكان قليل الدراية بالنظم الحربية الجديدة لا يعبأ بها فقلت مؤونة جيشه وعلت أصوات الجنود في طلب القوت واشتد احتكاك الجنود غير النظاميين بالنظاميين فكانت فتنة أودت بحياة الدفتردار والقاضي واضطر السردار أن يفتي بوفاتها قضاء وقدراً من جراء الحميات! ثم ألح القائـد الفتى محمد باشا أن تقوم الطلائع إلى حماة بسرعة وأن ينهض سيده السردار بالجيش إلى أنطاكية ففعـل. وقام الملازم الإفرنسي تفنان معاون محمد باشا يدرس إمكانيات الصمود في حماة فرأى أنها طلقة جدًّا وأن [[W:ar:قلعة حماة|قلعتها]] بحالة من الاندثار شديدة بحيث لا يمكن ترميمها بوقت قصير فأشار على الباشا بوجوب التقدم إلى حمص والارتكاز عليها نظراً لحالة قلعتها ولكثرة جنائنها ومرور [[W:ar:نهر العاصي|العاصي]] بها مما يعاون في الدفاع. فقام الباشا بالطلائع إلى حمص ووصلها في السابع من تموز سنة ١٨٣٢ فاستقبله محمد باشا والي حلب استقبالاً فخماً وأقام الولائم على شرفه وبات تلك الليلة مطمئناً ظاناً أن الخصم لا يزال على بعد يومين عنه وكانت ـمتعة الطلائع لا تزال في طريقها إلى حمص فأمسى الجنود دون أي مأوى أو طعام وحبوا إلى أسواق حمص يطلبون ما يأكلون. ومما زاد في الطين بلة تفشي الهواء الأصفر بالمدن الشمالية بأسرها من حلب وأنطاكية حتى حمص!<ref>کادالغان وبارو ص ۱٥۹-۱۷۳ راجع أيضاً أراء الجنرال ويغان في هذا كله ج٢ ص ٣٤-٣٨ ومعظمه مأخوذ من المصدر الأول</ref><noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
{{يمين|بشير بين السلطان والعزيز - ٦}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
7btfy1yfp49n2z5x55i61lo4fj6zfiy
405190
405189
2022-08-17T22:18:15Z
باسم
15966
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل الرابع: العزيز والسلطان|٨١}}{{سطر}}</noinclude>الانتصارات في نفس كل من قنصل النمسة وقنصل إنكلترة اللذين أخذا يميلان إليه فينقلان أخبار عدوه إليه. لمس فابتهج<ref>محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا ۲۹ محرم سنة ١٣٦٨ (تموز ١٨٣٢): المحفوظات ج۳ ص ۳۳</ref>.
'''٤ - موقعة حمص:''' وكان السردار الأكرم قائد القوات العثمانية لا يزال في [[W:ar:قونية|قونية]] عندما تسلم نبأ سقوط عكة، وكانت طلائع جيشه مرابطة في [[W:ar:أضنة|أدنة]] بقيادة محمد باشا. فنقل إليه هذا خبر عكة واقترح أن يقوم سيده إلى أدنة حالاً وأن يتقدم هو بالطلائع إلى [[W:ar:أنطاكية (مدينة تاريخية)|أنطاكية]]. فوافق السردار وأمر القائد الفتى أن يقوم إلى حماة بعـد أنطاكية ويتحصن فيها، وبدلاً من أن يلتحق هو به بأقصر ما يمكن من الوقت فإنه تباطأ حسب عادته وآثر البقاء في أدنة خمسة عشر يوماً قام بعدها إلى الإسكندرونة. وكان قليل الدراية بالنظم الحربية الجديدة لا يعبأ بها فقلت مؤونة جيشه وعلت أصوات الجنود في طلب القوت واشتد احتكاك الجنود غير النظاميين بالنظاميين فكانت فتنة أودت بحياة الدفتردار والقاضي واضطر السردار أن يفتي بوفاتها قضاء وقدراً من جراء الحميات! ثم ألح القائـد الفتى محمد باشا أن تقوم الطلائع إلى حماة بسرعة وأن ينهض سيده السردار بالجيش إلى أنطاكية ففعـل. وقام الملازم الإفرنسي تفنان معاون محمد باشا يدرس إمكانيات الصمود في حماة فرأى أنها طلقة جدًّا وأن [[W:ar:قلعة حماة|قلعتها]] بحالة من الاندثار شديدة بحيث لا يمكن ترميمها بوقت قصير فأشار على الباشا بوجوب التقدم إلى حمص والارتكاز عليها نظراً لحالة قلعتها ولكثرة جنائنها ومرور [[W:ar:نهر العاصي|العاصي]] بها مما يعاون في الدفاع. فقام الباشا بالطلائع إلى حمص ووصلها في السابع من تموز سنة ١٨٣٢ فاستقبله محمد باشا والي حلب استقبالاً فخماً وأقام الولائم على شرفه وبات تلك الليلة مطمئناً ظاناً أن الخصم لا يزال على بعد يومين عنه وكانت ـمتعة الطلائع لا تزال في طريقها إلى حمص فأمسى الجنود دون أي مأوى أو طعام وحبوا إلى أسواق حمص يطلبون ما يأكلون. ومما زاد في الطين بلة تفشي الهواء الأصفر بالمدن الشمالية بأسرها من حلب وأنطاكية حتى حمص!<ref>کادالغان وبارو ص ۱٥۹-۱۷۳ راجع أيضاً أراء الجنرال ويغان في هذا كله ج٢ ص ٣٤-٣٨ ومعظمه مأخوذ من المصدر الأول</ref><noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
{{يمين|{{صغير|بشير بين السلطان والعزيز - ٦}}}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
o8ybxbxpl0ol6gg4um66lakr4fkumi2
405191
405190
2022-08-17T22:27:20Z
باسم
15966
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل الرابع: العزيز والسلطان|٨١}}{{سطر}}</noinclude>الانتصارات في نفس كل من قنصل النمسة وقنصل إنكلترة اللذين أخذا يميلان إليه فينقلان أخبار عدوه إليه. لمس فابتهج<ref>محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا ۲۹ محرم سنة ١٣٦٨ (تموز ١٨٣٢): المحفوظات ج۳ ص ۳۳</ref>.
'''٤ - موقعة حمص:''' وكان السردار الأكرم قائد القوات العثمانية لا يزال في [[W:ar:قونية|قونية]] عندما تسلم نبأ سقوط عكة، وكانت طلائع جيشه مرابطة في [[W:ar:أضنة|أدنة]] بقيادة محمد باشا. فنقل إليه هذا خبر عكة واقترح أن يقوم سيده إلى أدنة حالاً وأن يتقدم هو بالطلائع إلى [[W:ar:أنطاكية (مدينة تاريخية)|أنطاكية]]. فوافق السردار وأمر القائد الفتى أن يقوم إلى حماة بعـد أنطاكية ويتحصن فيها، وبدلاً من أن يلتحق هو به بأقصر ما يمكن من الوقت فإنه تباطأ حسب عادته وآثر البقاء في أدنة خمسة عشر يوماً قام بعدها إلى الإسكندرونة. وكان قليل الدراية بالنظم الحربية الجديدة لا يعبأ بها فقلت مؤونة جيشه وعلت أصوات الجنود في طلب القوت واشتد احتكاك الجنود غير النظاميين بالنظاميين فكانت فتنة أودت بحياة الدفتردار والقاضي واضطر السردار أن يفتي بوفاتها قضاء وقدراً من جراء الحميات! ثم ألح القائـد الفتى محمد باشا أن تقوم الطلائع إلى حماة بسرعة وأن ينهض سيده السردار بالجيش إلى أنطاكية ففعـل. وقام الملازم الإفرنسي تفنان معاون محمد باشا يدرس إمكانيات الصمود في حماة فرأى أنها طلقة جدًّا وأن [[W:ar:قلعة حماة|قلعتها]] بحالة من الاندثار شديدة بحيث لا يمكن ترميمها بوقت قصير فأشار على الباشا بوجوب التقدم إلى حمص والارتكاز عليها نظراً لحالة قلعتها ولكثرة جنائنها ومرور [[W:ar:نهر العاصي|العاصي]] بها مما يعاون في الدفاع. فقام الباشا بالطلائع إلى حمص ووصلها في السابع من تموز سنة ١٨٣٢ فاستقبله محمد باشا والي حلب استقبالاً فخماً وأقام الولائم على شرفه وبات تلك الليلة مطمئناً ظاناً أن الخصم لا يزال على بعد يومين عنه وكانت ـمتعة الطلائع لا تزال في طريقها إلى حمص فأمسى الجنود دون أي مأوى أو طعام وحبوا إلى أسواق حمص يطلبون ما يأكلون. ومما زاد في الطين بلة تفشي الهواء الأصفر بالمدن الشمالية بأسرها من حلب وأنطاكية حتى حمص!<ref>کادالغان وبارو ص ۱٥۹-۱۷۳ راجع أيضاً أراء الجنرال ويغان في هذا كله ج٢ ص ٣٤-٣٨ ومعظمه مأخوذ من المصدر الأول</ref>
وكانت ميمنة الجيش المصري قد تحركت بقيادة القائد الأعلى في الثاني من تموز فقامت من دمشق طالبة حمص عن طريق القطيفة والنبك وحسيا تؤازرها قوة لبنانية بقيادة بشير الثاني نفسه. وقامت في الوقت نفسه ميسرة الجيش بقيادة حسن المناستولي من طرابلس إلى<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
{{يمين|{{صغير|بشير بين السلطان والعزيز - ٦}}}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
k3c7dfj9ydtrftjlg1xxkfgvrm2td3y
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/88
104
224456
405192
2022-08-17T22:38:32Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|٨٢|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>واتجه عباس باشا بقلب الجيش من بعلبك نحو الهدف نفسه. فوصلت جميع هذه القوات إلى [[W:ar:القصير (سوريا)|القصير]] بالقرب من حمص في السابع من تموز اليوم الذي وصل فيه محمد باشا بطلائع الجيش العثماني ونزلت بالقرب من العاصي عند تل النبي مند<ref>الجواب على اقتراح الأحباب لمخائيل مشاقة – نسخة جامعة بيروت - ص ٢٤٠</ref>.
وفي أثناء الوليمة التي أقيمت على شرف محمد باشا ابتهاجاً بوصوله إلى حمص جاء من يخبر أن القوات المصرية أمست في القصير قريبة جداً من حمص فهب من فوره يشاور أركان حربه وزملاءه الباشاوات ومنهم محمد باشا والي حلب. فقال بعضهم بوجوب التراجع للاتصال بمعظم الجيش الذي كان لا يزال مرابطاً في أنطاكية. وآثر غيرهم الهجوم على العدو حالاً إذ ليس من الممكن أن يتغلب فلاحو مصر على أسيادهم العثمانيين. وكان محمد باشا فيما يظهر يود أن يستأثر بالنصر لنفسه دون مشاركة سيده السردار فأمر بإجراء ما يلزم لمجابهة الخصم ومقاتلته. وكان بإمكانه أن يتخذ خطة دفاعية فيستتر في حمص وفي جنائنها ويوقف زحف عدوه إلى أن يصل الجيش بمعظمه ولكنه لم يفعل. وفي صباح اليوم التالي خرج بقواته إلى السهل الذي يقع إلى جنوبي حمص ووزع قواته في صفوف ثلاثة فجعل في القلب عبر الطريق الذي يصل حمص بدمشق ألايات من المشاة النظاميين أربعة تتكئ ميمنتهم على العاصي والترعة المتفرعة عنه وميسرتهم في فضاء صحراوي. وأقام خلف هذا الصف الأول صفاً ثانياً مؤلفاً من ألايين نظاميين وألاي خيالة يدعم بها قلب الصف الاول وميمنته. ووضع في الصف الثالث بين العاصي وبين قرية خربة مجاورة تبعد ألفاً وثمان مئة متر عن القلعة إلى جنوبيها الشرقي وضع في هذا الصف قواته غير النظامية وألاياً من الخيالة النظامية لحماية ميسرته. وجعل لكل أورطة كم المشاة مدفعاً ولكل ألاي من الخيالة مدفعين ونصب واحداً وعشرين مدفعاً في مواقع معينة خلف ميمنة قواته<ref>کادالغان وبارو ص ۱۸۰-۱۸۱ ویغان ج۲ ص ۳۷ عبد الرحمن زكي بك ص ٤١٠-٤١١</ref>.
وقام إبراهيم الفاتح في صباح الثامن من تموز من القصير إلى حمص فرتب قواته على الشكل التالي: في المقدمة ألايات المشاة الثاني عشر والثالث عشر والثامن عشر يتبعها ألأي الغارديا وألايان آخران من المشاة الخامس والحادي عشر. أما الألاي الثامن فإنه وضع في الاحتياط خلف قلب هذه القوة. واتخذت الأورط شكل قوس مزدوج مفتوح غير كامل الانتشار. وجعل القائد ثلاث بطاريات من المدفعية في الصف الأول وأربعاً مع أوبوسين في الخطين الأول والثاني ثم وضع ثلاثة ألايات من الخيالة في ميمنة القوة وثلاثة غيرها في ميسرتها<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
rsrks6gojbc374gs5xomsvyoy87xib7
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/89
104
224457
405193
2022-08-17T22:47:31Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل الرابع: العزيز والسلطان|٨٣}}{{سطر}}</noinclude>وجعل قواته غير النظامية من البدو تحرس أطراف جانبي الاحتياط. وأقام اللبنانيين بقيادة أميرهم بشير الثاني في القلب يحرسون الذخائر والمهمات.
ولمس القائد المصري ضعفاً في ميسرة خصمه إذ وجدها خالية من الموانع الطبيعية فرأى أن يقوم قلب جيشه بهجوم شديد على خصمه وأن يقوم المشاة من ميسرته بهجوم خـادع على ميمنة خصمه ثم يندفع هو بالمشاة والخيالة والمدفعية على ميسرة العدو فيلتف حولها ويقضي عليها. فتحركت الخيالة واجتازت القرية الخربة في ميسرة الأتراك ثم هجمت على الخيالة الترك فتراجع هؤلاء وتفرقوا واحتل المصريون الأرض وراء القرية وبينها وبين حدائق حمص. وحاول الفرسان النظاميون من الأتراك صد الهجوم المصري ولكنهم لم يفلحوا فانهارت ميسرة الأتراك وتقهقرت. وانثنى قلب الأتراك من جراء النيران المحكمة. فأمر محمد باشا القائد العثماني بالهجوم على مدفعية ميمنة المصريين فقابلته مدفعية الغارديا بالنار وأكرهته على التراجع. وأَسدل الليل ستاره فامتطى محمد جواده قاصداً حمص وفعل مثله غيره من القواد واقتدى الضباط بالقادة ثم حلت الفوضى في صفوف الجند فالهزيمة فالذعر<ref>کادالغان وبارو ص ۱۸۰-۱۸۹ عبد الرحمن زكي بك ٤١١-٤١٥ ميخائيل مشاقه ص ٢٤١</ref>.
وفي صباح اليوم التالي دخل الأمير اللبناني برجاله إلى حمص ليرتب أمورها «فداست خيوله القتلى مسافة ميل في سهل [[W:ar:بابا عمرو|بابا عمر]]» واستقر في السراي فطلب إلى القاضي والمفتي أن يعنيا بدفن القتلى. ثم أرسل الأسرى والجرحى إلى عكة بحراسة قوة لبنانية يتقدمها الشيخ حسين تلحوق. وأطلق سراح ثمان مئة أرمني كانوا في خدمة الأتراك فتسلمهم مطران الروم. وقام كاتبه [[W:ar:ميخائيل مشاقة|مخائيل مشاقة]] إلى جسر المياس لضبط مخلفات الوزراء «فوجد الخيام بفرشها حتى أن الأفندي كاتب الديوان ترك دواته الفضية وأقلامه والورق على الأرض والطبايخ كانت باقية محروقة على النار»<ref>الجواب على اقتراح الأحباب ص ٢٤٥-٢٤٦</ref>.
'''بيلان:''' وجدَّ القائد الفاتح في إثر عدوه منذ العاشر من تموز فبات ليلته الأولى في [[W:ar:الرستن|الرستن]] في منتصف الطريق بين حمص وحماة وجاءه من يخبره بأن الباشاوات لم يدخلوا حماة بل تعدوها وتركوا وراءهم ستة من مدافعهم ثم تركوا خمسة غيرها والتجأوا إلى قلعة المضيق. فقام من فوره إلى حماة ووصل إليها بعد ساعتين ونصف الساعة. وكتب إلى والده بأنه وصل إلى حمص وتقابل مع ثمانية من الباشاوات وأربعة ألايات من المشاة وثلاثة من الحمالة وخمسة عشر ألفاً من العساكر غير النظاميين وحمل عليهم بالقول بأن محمد علي هو<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
iur04p5cgtcg7u32qx71rb8ql97213g
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/90
104
224458
405194
2022-08-17T22:59:51Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|٨٤|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>الباشا وبأن سرّه وسيفه ورمحه هو إبراهيم وإنه ضربهم وشتت شملهم حتى قتل منهم ألفي نفر وجرح ألفين وأنه أسر ما ينوف عن الثلاثة آلاف من العساكر النظامية واستولى على عشرين مدفعاً وعلى ذخائر وخيام لا تعد وأنه أرسل الجرحى والأسرى إلى عكة فصار فتح حمص وحماة بعد انهزامهم. فماذا يريد المصريون منه ومن والده وهو قد فتح لهم الشام مثال الجنة وألحق بحكومة مصر حمص وحماة أيضاً وأنه سيستولي على الممالك بالسيف والمدافع والبنادق حتى [[W:ar:أسكدار|أسكودار]]، ثم يدعو لوالده بطول العمر والبقاء وأنه هو ومن معه يقدمون أنفسهم في خدمته وخدمة الملة<ref>مترجم من أصل ضائع: تقوم النيل في مصر محمد علي باشا لأمين سامي باشا ج۳ ص ٤٠٠</ref>. فأنشد «لسان الحال» في الوقائع المصرية:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|عزیز مصر أدام الله سطوته|حاز الممالك من دانٍ ومن قاصي}}
{{بيت|هذي حماة وهذي حمص أرختا|مجد حوى الشام واستولى على العاصي<ref>الوقائع المصرية: ٢٣ صفر سنة ١٢٤٨ العدد ٤٠٧</ref>}}
{{نهاية قصيدة}}
وكان السردار الأكرم قد بلغ أنطاكية وبارحها متجهاً نحر حمص فالتقى بفلول الجيش المهزوم وعرف منهم نبأ الهزيمة فارتد إلى حلب ليتخذها قاعدة للقتال وطلب إلى أعيانها أن يمدوه بالمؤونة والرجال فتشاوروا ورفضوا الاشتراك في الحرب وأبوا على جيش السردار أن يدخل أحد منه إلى المدينة ولم يسمحوا بذلك إلا للجرحى والمرضى وأغلقوا أبواب البلد!
وفي خلال ذلك كان إبراهيم باشا قد تقدم من حماة إلى [[W:ar:معرة النعمان|المعرة]] سالكاً طريقاً معطشة منهكاً جنوده من شدة الحر وقلة الماء. ولدى وصوله إلى قرية [[W:ar:زيتا (حمص)|زيتا]] جاءه جماعة من العرب يخبرونه بما حل بالسردار في حلب وبقيامه منها فأسرع إليهـا بالفرسان وستة مدافع ووصلها في الخامس عشر من تموز واستقر في الشيخ بكر في ظاهرها. فخرج إليه وجهاؤها وأعيانها يقدمون الطاعة<ref>الوقائع المصرية عدد ٤١١ - ٣ ربيع الأول سنة ١٢٤٨</ref>. وكان إبراهيم قد كتب إلى مفتي حلب يستعطفه منـذ دخوله إلى دمشق وكتب أيضاً في الوقت نفسه إلى مفتي [[W:ar:مرعش|مرعش]] الذي كان قطباً في حلب يخبره عن فتح عكة ودمشق وطرابلس ويقول له أنه ذاهب إلى حلب لأنها من بلاد العرب الطاهرة ولأنه يجب تخليصها من أدران الظلم والفساد ويوضع له خروج الدولة عن الدين والشرع. وقوّى إبراهيم هذا القول بالفعل فكان ما كان من موقف القاضي والمفتي وامتناعهما عن تقديم المعونة للسردار كما أوضحنا<ref>محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا ۱۳ محرم سنة ۱٢٤٨ (۱۸۳٢): المحفوظات ج۲ ص ۱۸</ref>. ولا يستبعد أن يكون القائد المصري قد اتصل في الوقت<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
h6g4cim85au6bspexz206wl0ohwjduf
405195
405194
2022-08-17T23:00:39Z
باسم
15966
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|٨٤|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>الباشا وبأن سرّه وسيفه ورمحه هو إبراهيم وإنه ضربهم وشتت شملهم حتى قتل منهم ألفي نفر وجرح ألفين وأنه أسر ما ينوف عن الثلاثة آلاف من العساكر النظامية واستولى على عشرين مدفعاً وعلى ذخائر وخيام لا تعد وأنه أرسل الجرحى والأسرى إلى عكة فصار فتح حمص وحماة بعد انهزامهم. فماذا يريد المصريون منه ومن والده وهو قد فتح لهم الشام مثال الجنة وألحق بحكومة مصر حمص وحماة أيضاً وأنه سيستولي على الممالك بالسيف والمدافع والبنادق حتى [[W:ar:أسكدار|أسكودار]]، ثم يدعو لوالده بطول العمر والبقاء وأنه هو ومن معه يقدمون أنفسهم في خدمته وخدمة الملة<ref>مترجم من أصل ضائع: تقوم النيل في مصر محمد علي باشا لأمين سامي باشا ج۳ ص ٤٠٠</ref>. فأنشد «لسان الحال» في الوقائع المصرية:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|عزیز مصر أدام الله سطوته|حاز الممالك من دانٍ ومن قاصي}}
{{بيت|هذي حماة وهذي حمص أرختا|مجد حوى الشام واستولى على العاصي<ref>الوقائع المصرية: ٢٣ صفر سنة ١٢٤٨ العدد ٤٠٧</ref>}}
{{نهاية قصيدة}}
وكان السردار الأكرم قد بلغ أنطاكية وبارحها متجهاً نحر حمص فالتقى بفلول الجيش المهزوم وعرف منهم نبأ الهزيمة فارتد إلى حلب ليتخذها قاعدة للقتال وطلب إلى أعيانها أن يمدوه بالمؤونة والرجال فتشاوروا ورفضوا الاشتراك في الحرب وأبوا على جيش السردار أن يدخل أحد منه إلى المدينة ولم يسمحوا بذلك إلا للجرحى والمرضى وأغلقوا أبواب البلد!
وفي خلال ذلك كان إبراهيم باشا قد تقدم من حماة إلى [[W:ar:معرة النعمان|المعرة]] سالكاً طريقاً معطشة منهكاً جنوده من شدة الحر وقلة الماء. ولدى وصوله إلى قرية [[W:ar:زيتا (حمص)|زيتا]] جاءه جماعة من العرب يخبرونه بما حل بالسردار في حلب وبقيامه منها فأسرع إليهـا بالفرسان وستة مدافع ووصلها في الخامس عشر من تموز واستقر في الشيخ بكر في ظاهرها. فخرج إليه وجهاؤها وأعيانها يقدمون الطاعة<ref>الوقائع المصرية عدد ٤١١ - ٣ ربيع الأول سنة ١٢٤٨</ref>. وكان إبراهيم قد كتب إلى مفتي حلب يستعطفه منـذ دخوله إلى دمشق وكتب أيضاً في الوقت نفسه إلى مفتي [[W:ar:مرعش|مرعش]] الذي كان قطباً في حلب يخبره عن فتح عكة ودمشق وطرابلس ويقول له أنه ذاهب إلى حلب لأنها من بلاد العرب الطاهرة ولأنه يجب تخليصها من أدران الظلم والفساد ويوضع له خروج الدولة عن الدين والشرع. وقوّى إبراهيم هذا القول بالفعل فكان ما كان من موقف القاضي والمفتي وامتناعهما عن تقديم المعونة للسردار كما أوضحنا<ref>محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا ۱۳ محرم سنة ۱٢٤٨ (۱۸۳٢): المحفوظات ج۲ ص ۱۸</ref>. ولا يُستبعد أن يكون القائد المصري قد اتصل في الوقت<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
jr4jmpzmdfykzgk7r79hztjjcf6ta2a
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/91
104
224459
405196
2022-08-17T23:10:17Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل الرابع: العزيز والسلطان|٨٥}}{{سطر}}</noinclude>نفسه بزعماء الإنكشارية في حلب للغاية نفسها أو أن يكون الأمير الشهابي قد فعل مثل ذلك نظراً لعلاقاته الطيبة مع بعضهم. ومن هنا في الأرجح تعيين إبراهيم آغا سياف زاده على حلب حال استيلاء المصريين عليها<ref>الأصول العربية ج۲ ص ۲۲</ref>. وكان العزيز منذ سقوط عكة وفتح دمشق قد أرسل إلى بر الشام محو بك الكردي ليلتحق بابنه إبراهيم ويستميل أكراد [[W:ar:الجزيرة الفراتية|الجزيرة]] وجنوبي الأناضول<ref>۱۰ محرم سنة ۱۳٨٨ (۱۸۳۲): المحفوظات ج۲ ص ۱۹</ref>، ففعل فيما يظهر ونجح في مهمته وجاءت وفود [[W:ar:أورفة|أورفة]] و[[W:ar:ديار بكر|ديار بكر]] إلى حلب تعلن خضوع هاتين المدينتين وتوابعها لحكم العزيز<ref>کادالغان وبارو ص ۲۰۲</ref>.
ورأى «السردار الأكرم» أن يأوي إلى مكان حصين يصمد فيه فانسحب إلى مضيق بيلان عبر جبال الأمانوس التي تفصل بين بر الشام وبين أدنة وتعلو في بعض قممها ألفاً وثمان مئة متر. فشطر قواته شطرين أرسل أحدهما عبر [[W:ar:كلس (مدينة)|كليس]] والآخر عن طريق أنطاكية. واتخذ مواقعه على قمم الجبال فاحتشد المشاة فوق هضبة على خط منكسر يصل طرفه الأيمن إلى طريق وعر يخترق الجبل آتياً من خان قرموط ذاهباً إلى بيـلان وطرفه الأيسر إلى الطريق الوسط الواصل إلى بيلان نفسها. وكانت ميسرة هذا الجيش ترابط على امتداد هذا الخط فيما يلي هذا الطريق، ويشد أزرها بعض المدافع المنصوبة على أكمة قريبة من الطريق. وأقـام السردار أمام صفوف المشاة استحكامات نصب فيها المدافع وأمامها الفرسان.
وقام إبراهيم الفاتح من حلب في السادس والعشرين من تموز متابعاً خصمه فأرسل النظاميين من قواته عن طريق كلس وأمر غير النظاميين أن يتوجهوا إلى بيلان عن طريق أنطاكية. ولدى وصوله إلى مضيق بيلان في التاسع والعشرين عسكر في السهل المنبسط تحت المضيق. ثم أنعم النظر في مواقع خصمه فألقاها منيعة يصعب على جيش مرابط في السهل أن ينـال منها منالاً. فاجتمع إلى قواده ومعاونيه وتداول وإياهم الرأي فامتنع عن مهاجمة الترك مواجهة ورأى أن يدور حول ميسرتهم فيحتل بعض الهضاب التي تمكنه من التسلط على قلب الجيش التركي وجعل مشاته هدفا لنيران مدافع مصر. ويرسل في الوقت نفسه بعض قواته للإحاطة بميمنة الجيش التركي.
فأنفذ القائد المصري ألاي الغارديا والألاي الثامن والثامن عشر من المشاة إلى طريق كلس بيلان فساروا إليه واحتشدوا وراء أكمة ووراءهم الفرسان والمدافع ثم أخذوا يتحركون<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
c8ny14a4tdi15g5gcag9ocdp2tmxjzf
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/92
104
224460
405197
2022-08-17T23:18:24Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|٨٦|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>شرقاً باتجاه ميسرة العدو. وقد تولى إبراهيم باشا بنفسه قيادة هذه الحركة لأن عليها المعوّل. وكانت تكتنف هذه الحركة مصاعب جمة لأن المصريين اضطروا أن يسيروا صعداً في طرق وعرة، وما أن لمح الترك تقدمهم حتى صوبوا مدافعهم وأطلقوها عليهم، فأمر إبراهيم بنصب مدافعه وراء الأكمة التي احتشد فيها المشاة وأطلقها على خصمه بين القلب والميسرة. واستمر المصريون في زحفهم شرقاً إلى أن تخطوا ميسرة خصمهم فهاجموه من الأمام ومن الجنب وزحزحوه عن مراكزه فاضطرب واضطر أن يرتد شمالاً وبدأت هزيمته، ووصل المصريون إلى مرتفعات تشرف على مراكز العدو ونصبوا فيها المدافع وصبوا نيرانها على ميسرة الخصم المنسحبة فاشتد اضطرابها وحلت بها خسائر جسيمة. وكان قد تقدم فريق من جنود الألاي الثامن عشر واقتربوا من فرسان الترك أمام قلب الخصم وهاجموهم وقت إحاطة جنود الغارديا والألاي الثامن بالميسرة فسارعوا إلى الارتداد مرتبكين مشتتين. ولما وصل المصريون بميمنتهم إلى طريق بيلان تحرج مركز قلب العدو وأدرك أن خط الرجعة إلى بيلان أصبح مقطوعاً فلم يثبت أمام هجوم المصريين ولاذ بالفرار متشتتاً في الجبال. وكان قد أنفـذ القائد المصري الألاي الثالث عشر من المشاة بقيادة حسن بـك المناستولي تصحبه بطارية من المدافع إلى الطريق الذاهب من أنطاكية إلى بيلان وأردفه بالألاي الخامس احتياطاً، فتقدم هؤلاء ووصلوا إلى أكمة قريبة من أقصى ميمنة عدوهم فلم يصمد الترك هنا بعدما علموا بما أصاب الميسرة. فتخلوا عن مراكزهم وتقهقروا في الجبال. وبذلك انتهت واقعة بيلان بعد قتال دام ثلاث ساعات فقد فيه الترك ألفين وخمس مئة قتيل وجريح وألفين من الأسرى وخمسة وعشرين مدفعاً وكثيراً من الذخيرة<ref>کادالغان وبارو ص ۲۰۰-۲۱۳ الحركة القومية لعبد الرحمن الرافعي بك ج٣ ص ٢٥٢-٢٥٦</ref>. ولم يعترف المصريون بأكثر من عشرين قتيلاً.
وفرت فلول الترك إلى الإسكندرونة لتتصل بالأسطول الهمايوني ولكنها لم تدركه، فسار المصريون في أعقابها وأسروا الكثير منها واحتلوا [[W:ar:الإسكندرونة|الإسكندرونة]] وباياس وأنطاكية و[[W:ar:اللاذقية|اللاذقية]]. واختفى «السردار الأكرم» هائماً على وجهه متنكراً خوفاً من الفضيحة والقصاص، ولكنه لم يتورع عن شرب الشامبانية لدى القنصل مرتينلي في الإسكندرونة ومن جمـع جواهره وإرسالها على ظهر سفينة يونانية إلى [[W:ar:طرسوس|طرسوس]]<ref>کادالغان وبارو ص ۲۱۳-۲۱۸</ref>.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
fkdtmwxr43mc1a0ioq60rehhopyivmr
405198
405197
2022-08-17T23:18:43Z
باسم
15966
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|٨٦|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>شرقاً باتجاه ميسرة العدو. وقد تولى إبراهيم باشا بنفسه قيادة هذه الحركة لأن عليها المعوّل. وكانت تكتنف هذه الحركة مصاعب جمة لأن المصريين اضطروا أن يسيروا صعداً في طرق وعرة، وما أن لمح الترك تقدمهم حتى صوبوا مدافعهم وأطلقوها عليهم، فأمر إبراهيم بنصب مدافعه وراء الأكمة التي احتشد فيها المشاة وأطلقها على خصمه بين القلب والميسرة. واستمر المصريون في زحفهم شرقاً إلى أن تخطوا ميسرة خصمهم فهاجموه من الأمام ومن الجنب وزحزحوه عن مراكزه فاضطرب واضطر أن يرتد شمالاً وبدأت هزيمته، ووصل المصريون إلى مرتفعات تشرف على مراكز العدو ونصبوا فيها المدافع وصبوا نيرانها على ميسرة الخصم المنسحبة فاشتد اضطرابها وحلت بها خسائر جسيمة. وكان قد تقدم فريق من جنود الألاي الثامن عشر واقتربوا من فرسان الترك أمام قلب الخصم وهاجموهم وقت إحاطة جنود الغارديا والألاي الثامن بالميسرة فسارعوا إلى الارتداد مرتبكين مشتتين. ولما وصل المصريون بميمنتهم إلى طريق بيلان تحرج مركز قلب العدو وأدرك أن خط الرجعة إلى بيلان أصبح مقطوعاً فلم يثبت أمام هجوم المصريين ولاذ بالفرار متشتتاً في الجبال. وكان قد أنفـذ القائد المصري الألاي الثالث عشر من المشاة بقيادة حسن بـك المناستولي تصحبه بطارية من المدافع إلى الطريق الذاهب من أنطاكية إلى بيلان وأردفه بالألاي الخامس احتياطاً، فتقدم هؤلاء ووصلوا إلى أكمة قريبة من أقصى ميمنة عدوهم فلم يصمد الترك هنا بعدما علموا بما أصاب الميسرة. فتخلوا عن مراكزهم وتقهقروا في الجبال. وبذلك انتهت واقعة بيلان بعد قتال دام ثلاث ساعات فقد فيه الترك ألفين وخمس مئة قتيل وجريح وألفين من الأسرى وخمسة وعشرين مدفعاً وكثيراً من الذخيرة<ref>کادالغان وبارو ص ۲۰۰-۲۱۳ الحركة القومية لعبد الرحمن الرافعي بك ج٣ ص ٢٥٢-٢٥٦</ref>. ولم يعترف المصريون بأكثر من عشرين قتيلاً.
وفرّت فلول الترك إلى الإسكندرونة لتتصل بالأسطول الهمايوني ولكنها لم تدركه، فسار المصريون في أعقابها وأسروا الكثير منها واحتلوا [[W:ar:الإسكندرونة|الإسكندرونة]] وباياس وأنطاكية و[[W:ar:اللاذقية|اللاذقية]]. واختفى «السردار الأكرم» هائماً على وجهه متنكراً خوفاً من الفضيحة والقصاص، ولكنه لم يتورع عن شرب الشامبانية لدى القنصل مرتينلي في الإسكندرونة ومن جمـع جواهره وإرسالها على ظهر سفينة يونانية إلى [[W:ar:طرسوس|طرسوس]]<ref>کادالغان وبارو ص ۲۱۳-۲۱۸</ref>.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
31fww83lqj7kmjerm3xpywjmbphu3yp
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/93
104
224461
405199
2022-08-17T23:30:07Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل الرابع: العزيز والسلطان|٨٧}}{{سطر}}</noinclude>'''٦ - مؤخرة الجيش الفاتح:''' واهتم القائد الفاتح لصيانة مؤخرة جيشه الزاحف فأبعد عن بر الشام جميع عناصر المخالفة. وسلم الأحكام للشهابي الكبير أمير لبنان وأصدقائه وأعوانه فجعل إبراهيم آغا سياف زاده متسلماً في حلب وبطال محمد آغا متسلماً في أنطاكية ورشيد آغا الشرملي متسلماً في حماة ومصطفى آغا متسلماً على طرابلس واللاذقية، وألحق بيروت وصيدا وصور بلبنان فانتدب الشهابي الكبير الأمير ملحم الشهابي لإدارة بيروت والأمير بشير قاسم لإدارة صيدا والأمير حسن الأسعـد لتدبير أمور صور. وأبقي إبراهيم في عكة كاتب ديوانه محمد منيب أفندي وأحاطه بمجلس خاص - مجلس أوردو عكة – مؤلف من الشيخ حسين عبد الهادي والشيخ أحمد عبدالحليم والمعلم يوسف القرداحي والمعلم يوحنا بحري. ورأى القائد الفاتح أن يسرع في إشراك أعيان دمشق في الحكم فأمر بتشكيل مجلس فيها منذ دخوله إليها وطلب إلى الشهابي الكبير أن يعاونه في انتقاء الأعضاء فأبقى هذا المعلم بطرس كرامة مدبر أموره في دمشق خصيصاً لهذه الغاية. وبعد شهر من الزمن صدر أمر القائد بذلك فتشكل المجلس من وجهاء البلدة ليسمع جميع الدعاوى فيحول الشرعية منها إلى قضاء الشرع ويفصل في السياسة باتفاق الآراء ثم يحول قراره النهائي إلى المتسلم لتنفيذه<ref>الأصول العربية ج ۲ ص ۱۸-۱۹ و۲۹-۳۰ وتقويم النيل لأمين سامي باشا ج ٢ ص ٤٠١ والمحفوظات الملكية المصرية ج ٢ ص ٣٥ وحروب إبراهيم باشا للقس أنطون الحلبي ج١ ص ٢٤</ref>.
وأبت صيدا أن تخضع لحكم الشهابي الكبير. وتزعم هذه المعارضة فيها القاضي الشيخ محمد يونس وأخوه المفتي. وتظاهر أعوانها بذلك مشهرين السلاح. وشكوا أمرهم إلى محمد منيب أفندي في عكة. ورفع هذا شكواهم إلى إبراهيم باشا فأمر هذا بقصاصهم وطلب إلى الشهابي أن يلقي القبض على القاضي والمفتي وأعوانها ويودعهم السجن ففعل. وأمر بقطع رأس من شهر سلاحه في وجه المتسلم اللبناني الأمير بشير قاسم. فنفذ أمره على باب البلدة<ref>حروب إبراهيم باشا للقس أنطون الحلبي ج ۱ ص ۲۷-۲۸</ref>.
'''٧ - في الأناضول:''' ولم تنثن عزيمة محمود الثاني أمام الهزائم التي حلَّت بجيوشه في حمص وبيلان. فأعد جيشاً جديداً وعمد بقيادته إلى الصدر الأعظم محمـد رشید باشا رفيق إبراهيم باشا في حرب المورة. وعرض السلطان هذا الجيش الجديد بنفسه لينفخ فيه روح الشجاعة والإقدام ثم دفع به إلى الأناضول. فاضطر العزيز أن يأمر ولده بمتابعة الزحف والقتال، واحتل إبراهيم أورفه و[[W:ar:عينتاب|عينتاب]] ومرعش و[[W:ar:قيصرية (تركيا)|قيصرية]] ثم اجتاز حدود<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
5wg9ixefo1mo58id174gt0mc8s3s5m6
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/94
104
224462
405200
2022-08-17T23:35:14Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|٨٨|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>بر الشام الشمالية ودخل أدنة وأقام فيها مدة يرتب أموره ويستعد للزحف على الأناضول. ثم نهض بجيشه فأقصى الأتراك عن كولك بوغاز وجفت خان وأولر قشلاق وأركلي فانفتحت طريق قونية أمامه ومضى في زحفه حتى بلغها فاحتلها بدون نزاع وجعلها قاعدة أمامية لمتابعة أعمال الفتح.
وفي الثامن عشر من شهر كانون الأول سنة ١٨٣٢ وصلت طلائع الجيش الثاني الجديد إلى شمالي قونية. فناوشها إبراهيم باشا واستدرجها للقتال ولكن قائدها رؤوف باشا تجنب الدخول في معركة محددة. وفي العشرين من الشهر نفسه وصل الجيش بأكمله بقيادة الصدر الأعظم. وفي اليوم التالي وقعت الواقعة واشتد وطيسها وكان الضباب كثيفاً ورأى الصدر أن يلم ثلث ميسرته ويبث الحمية في نفوس رجالها فنزل إلى حيث مواقع الجند ولكنه ضل لتكاتف الضباب فوقع في أيدي المصريين أسيراً وكان قد مضى على نشوب القتال نحو الساعتين. وانتهت المعركة بهزيمة الترك وتقهقرهم وانفتحت طريق الآستانة فتقدم القائد الفاتح دون معارضة حتى [[W:ar:كوتاهية|كوتاهية]]. وأحب أن يتقدم منهـا إلى [[W:ar:بورصة (مدينة)|بروسة]] ليخلع السلطان ويملي إرادة العزيز على أخصامه وألحّ في ذلك ولكن والده آثر التريث لتحرج الموقف من الناحية الدولية<ref>اطلب النص الكامل لرسالتين من إبراهيم إلى والده في هذا الموضوع في كتابنا أسباب الحملة المصرية ص ٥٢-٦٢</ref>.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
p82b6hozbfkpwt0cg4d1qnwrspwwt57
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/95
104
224463
405201
2022-08-17T23:44:18Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" /></noinclude><center><span style="font-family: Urdu Typesetting; font-size:30px ">الفصل الخامس</font></span></center>
{{وسط|{{أكبر|'''كوتاهية وهنكار إسكلەسى'''}}}}
{{وسط|{{أكبر|'''١٨٣٣'''}}}}
'''١ - السلطان يطلب المعونة:''' وخشي السلطان سوء العاقبة بعد قونية لا بل ارتعدت فرائصه، فعرض على الحكومة البريطانية عقد تحالف ثم أرسل سفيره في [[W:ar:فيينا|فيينة]] إلى [[W:ar:لندن|لندن]] يفاوض في إرسال مدد بحري يقوم هو بنفقاته<ref>بريطانية والقرم للدكتور هارولد تمبرلي ص ٦٣</ref>. وبات ينتظر الجواب. وأراد العزيز أن يستغل نصره في قونية فكتب إلى ناظر الطوبخانة خليـل رفعت باشا يدعوه إليه للبحث في الصلح وتضميد الجروح<ref>أحمد خلوصي باشا إلى محمد رشيد باشا ۱۰ شعبان سنة ١٢٤٨ (٩ كانون الثاني سنة ١٨٣٣): المحفوظات الملكية المصرية ج ۲ ص ۲۲۰</ref>. ثم ورد جواب الحكومة البريطانية على اقتراح السلطان بالرفض نظراً لانشغال قواتها في مياه هولندة والبرتغال<ref>المحفوظات البريطانية – الخارجية – ۲۸ ج ۲۲۱ تاریخ ٨ كانون الثاني ١٨٣٣</ref>. فلم يبقَ لدى السلطان عندئذ سوى الموافقة على اقتراح العزيز لما في ذلك من كسب للوقت. فأوفد خليل رفعت باشا ناظر الطوبخانة ومستشار السلطان الخاص ومصطفى رشيد بك آمدي الديوان الهمايوني وسلّحهما بفرمان سلطاني يتضمن العفو عما مضى وإلحاق إيالة صيدا وتوابعها بحكومة العزيز<ref>البارون فارني إلى وزير الخارجية: الحرب الشامية لجورج دوان ج ٢ ص ٤-٥</ref>. ولدى وصولها إلى الإسكندرية في الحادي والعشرين من كانون الثاني سنة ١٨٣٣ واطلاع العزيز على مضمون الفرمان السلطاني هب العزيز يدعو بحفظ الذات الشاهانية ويؤكد وجوب التوقف عن الزحف بعد قونية<ref>محمد علي باشا إلى الصدر الأعظم وإلى السرعسكر في الآستانة ١٣ رمضان سنة ١٢٤٨ (۳ شباط ۱۸۳۲): المحفوظات الملكية المصرية ج ٢ ص ٢٤٤</ref>. ثم أخذ يداعب الوفد ويفاوضه للوصول إلى حل يرضي الطرفين، وما أن علم ابنه إبراهيم بقيام هذا الوفد المفاوض من<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
onmsddza8imdp5ehmhqilha058fqnx6